يشير إلى فلاك

إن تقنية صبغ القرنية أو FLAAK

هي عبارة عن تقنية جراحية تهدف إلى إحداث تغيير دائم في لون العين لأهداف علاجية وتجميلية.

تُعرف هذه الطريقة بوشم القرنية، ‌وقد تم استخدام هذه الطريقة لقرون في علاج المرضى الذين يعانون من العتامة في القرنية. من الجيد والمهم أن تعلموا بأن وشم القرنية يعود إلى 2000 عاماً مضت، يعني عندما قام جالينوس الطبيب اليوناني باكتشاف هذه الطريقة. نفس هذه الطريقة تم تعريفها لاحقاً من قبل Aetius في عام 450 ميلادية وقد تم استخدامها لتغطية العتامة البيضاء في لون العينين.

كل من الطبيبين سابقي الذكر قاما في البداية بحرق سطح القرنية وبعد ذلك قاما بتدليك العين بطلاء يتمثل بحبيبات صباغية مثل مسحوق الجوز أو كبريتات النحاس. تم إجراء هذه الطريقة على مدار سنوات بأساليب مختلفة وقد شهدت مراحل تحول وتطور مختلفة.

تعلم لماذا يستحق كل هذا العناء

عصر جديد لصبغ القرنية

تم تطوير طريقة صبغ القرنية في عام 2000 ميلادي من أجل إعادة بناء العين والقزحيات المتضررة وقد وفرت هذه الطريقة الأمان وتوافق الحبيبات الصباغية مع القرنية مما أعطى جودة عالية للنتائج ورضى للمرضى؛ وهذا ما أدى إلى انتشار هذه الطريقة على نطاق واسع منذ العام 2010 في مجال التجميل وتغيير لون العين.

في الوقت الحاضر وفرت هذه الطريقة الإمكانية لأطباء العيون بحيث يستطيع تغيير لون العين إلى اللون الذي يرغب به المريض. في هذه التقنية يقوم الجراح باستخدام حبيبات صباغية قريبة إلى حدٍ كبير من بنية وهيكل الحبيبات الصباغية الطبيعية في عين الإنسان، ولهذا السبب فإن نتيجة العملية ولون العين الناتج هو مشابه إلى حدٍ كبير باللون الطبيعي لعين الإنسان. هذه الحبيبات الصباغية إضافةً إلى أنها متوافقة بشكل كامل مع نسيج القرنية؛ فإنها أيضاً حاصلة على ترخيص استخدامها من الاتحاد الأوروبي (CE) أيضاً.

من النقاط المهمة جداً والتي يجب ذكرها أيضاً هو أن الحبيبات المستخدمة في هذه العملية تتكون من طيف يضم حوالي 17 لوناً؛ من جملة ألوان هذا الطيف يمكن الإشارة إلى اللون الأخضر، الأخضر الزمردي، الأخضر الفستقي، الأزرق السماوي، الأزرق المتوسطي، السدري، البني، الرمادي، العسلي وغيرها، إلا أن النقطة بالغة الأهمية في تقنية صبغ القرنية هي أن لون العين الذي يتم الحصول عليه في هذه العملية من الممكن ألا يكون متوافقاً مع شدة وظل اللون الذي يرغب به الشخص.

هل صبغ القرنية هي ظاهرة قابلة للعكس؟

على الرغم من الادعاءات بإمكانية استعادة اللون الأصلي للعين باستخدام الليزر، ولكن يجب التأكيد على أن هذه العملية ليست بشكل كامل قابلة للعكس بأي شكل من الأشكال. لهذا السبب فإنه يجب قبل إجراء العملية التأكد من نوع وطبيعة اللون الذي ترغبون بدقة عالية واستخدام أدوات محاكاة موثوقة. يجب أن تكونوا على اطلاع بأنكم إذا لم تكونوا راضين عن اللون الذي قمتم باختياره فإن بإمكانكم تغييره بالتأكيد، ولكن لا يمكنكم إزالة ومحو اللون الناتج من على طبقات القرنية بشكلٍ كامل والعودة إلى اللون الأصلي للعينين دون أي مضاعفات.

هل صبغ القرنية هي ظاهرة دائمة؟

إن طريقة صبغ القرنية هي طريقة دائمة لذلك فإنه لا يمكن بعدها العودة للون الأصلي للعين ولكن مع مرور الزمن فإنه يحدث تراجع للون في الحبيبات الصباغية الموضوعة على طبقات القرنية عند حوالي 30% من الأشخاص لذلك يجب بعد مدة من إجراء العمل الجراحي أن يتم عملية ترميم للون. في الجراحة التالية يتم وضع مقدار أو كمية من الصبغة في المكان السابق ليتم عملية إصلاح للألوان. جدير بالذكر بأن الزمن اللازم للترميم والإصلاح يتفاوت ما بين سنة إلى عدة سنوات بعد العملية.

التطبيقات العلاجية لصبغ القرنية

في البداية كان يتم إجراء جراحة صبغ القرنية لعلاج حالات مثل إعادة إصلاح وبناء القزحية المرضية أو شذوذات القرنية؛ الشذوذات التي تنشأ غالباً عن الضربات، مضاعفات العمليات الجراحية، الشذوذات والتشوهات الخلقية، نواتج إصابات العدوى، الأذيات الناتجة عن زراعة القزحية الملونة وغيرها.

أيضاً يتم إجراء عملية صبغ القرنية لتحسين أداء العين واستعادة الحالة الجمالية للعينين عند المرضى الذين يعانون من الحالات التالية:

  • جرح أو ابيضاض القرنية بعد الزرع، التعرض لضربة، عدوى وغير ذلك.
  • كلوبوما القزحية (الثلامة) غير الطبيعية (تظهر القزحية بحالة شبيهة بوجود ثقب يشبه ثقب المفتاح أو مظهر عين القطط)
  • الأنيريديا (غياب القزحية) الكامل أو الجزئي (عدم تشكيل القزحية بشكل جزئي أو كامل)
  • المهق أو نقص أصباغ القزحية وذلك لتقليل الحساسية للضوء (بالنسبة للأشخاص الذين لون أعينهم وجلودهم بيضاء)
  • توسع الحدقة الدائم (تتوسع الحدقة بشكلٍ دائم ولا تغلق تحت أي ظرف وتبقى مفتوحة)

رضى الأشخاص الخاضعين لعملية بطريقة صبغ القرنية

بناءً على نتائج الدراسة المنشورة في العام 2023 في مجلة BMC Ophthalmology (إحدى المجلات العلمية المرموقة في طب العيون)، تم طرح مجموعة من الأسئلة على 42 شخصاً خضعوا لعملية صبغ القرنية هذه الأسئلة تضمنت صحة العين ورضا هؤلاء الأشخاص عن هذه العملية. بعض الأشخاص يعانون من ألم وحرقة فقط في يوم الجراحة واليوم الذي يليها. هناك عدد قليل من الأشخاص تم الإبلاغ عنهم أنهم تعرضوا للألم والحرقة على مدار عدة أشهر بعد العملية ولكن وبعد مرور هذه المدة اختفت جميع هذه العلامات والأعراض بشكلٍ كامل ولم تبقى أي عارض جانبي خطير وبشكلٍ عام ارتفع مستوى الرضى عن هذه الطريقة. في دراسة أخرى تم الإبلاغ عن النسبة المئوية للأشخاص الذين شعروا بالرضا عن صبغ القرنية من الناحية التجميلية فقط.

  • Keratopigmentation: a comprehensive review, Eye (Lond). 2020 Jun; 34(6): 1039–1046.

  • Cosmetic Change of the Apparent Color of the Eye: A Review on Surgical Alternatives, Outcomes and Complications, Ophthalmology and Therapy. 2022 Apr; 11(2): 465–477.

Need Help?